يعالج المؤلف– خلال صفحات هذا الكتاب– مواضيع عديده تقع فى بؤره الكثير من الحوارات حول العلم فى هذه الأيام؛ فيعالج – مثلا – الخلط الشائع بين العلم والمعرفه، أو العلم والعقلانيه، أو العلم والبديهيات، ويوضح أن للعلم منهجًا خاصًّا فى التعامل مع الظواهر المحيطه يساعد على تفهمها. ويعالج الكتاب أيضًا الخلط بين العلم والتكنولوجيا، ويرسم المؤلف خريطه مبسطه لتصوره عن تاريخ العلم. التفكير الناقد نشاط مقلق بطبيعته، فهو محاولة لامتحان افتراضات نقرها أو نصادر عليها. والناس لا يرغبون عادة فى أن تمتحن افتراضاتهم، ولا يروقهم أن تصبح جذورهم بادية فى العراء . ثمة مبدأ يضمره كل تفكير ناقد، مؤداه أن الحقيقة ليست في حوزة أحد، وأن قيمة الفكرة إنما تكمن في وجاهة ما تؤسس عليه من أسباب، وأن الحوار مع الآخرين أفضل سبيل لفهمهم والإفادة من تجاربهم. من ثم يعد الاهتمام بمهارات التفكير الناقد مشروعا تنويريا يكرس قيم العقلانية والموضوعية والتعددية والتسامح الفكري. إن التغاضي عن رأي الآخر، أو إسكاته أو التقليل من شأنه لمجرد أنه لا يتسق مع ما نقر من معتقدات، جريمة في حق أنفسنا قبل أن يكون جريمة في حق الآخرين. ثمة خصائص عديدة يحفل بها هذا الكتاب، من بينها شمولية العرض وبساطته، وخلوه من الرموز والقواعد الصورية، كما يتميز هذا الكتاب أيضا بالمسحة الارتيابية التي تكتنفه. إنه يقبل مبدأ تعددية الأجوبة الوجيهة في حل أية مسألة خلافية. بيد أنه في الآن عينه لا يوصد باب الاجتهاد في وجه الخصوم ، بل يؤكد ضرورة أن يختار القارئ الموقف الذي يراه مناسبا ما دام دافع عن رأيه بالحجة ودعمه بالشواهد المؤيدة.
Reviews
There are no reviews yet.